هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    من هو الاخر

    بنت البابا كيرلس
    بنت البابا كيرلس
    Admin
    Admin


    عدد الرسائل : 509
    العمر : 35
    الموقع : https://ava-kirolos.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 02/03/2008

    المنتدى العام من هو الاخر

    مُساهمة من طرف بنت البابا كيرلس الإثنين مارس 17, 2008 6:59 pm

    من هو الاخر

    قد يكون ضمن أسرتي الصغيرة من أب وأم وأخوة ومن ثم الزوج ومن بعده الأولاد بطباعهم ومزاياهم واختلافاتهم عن بعضهم ومن ثم ننطلق إلى العائلة الأكبر من الأقارب وأهل الزوج ونوسع الحلقة نحو الأصدقاء والجيران والمعارف وزملاء العمل وأعضاء الجمعية التي أنتمي إليها وأخيرا نصل إلى قبول الدين الآخر ومن ثم الحضارات الأخرى .
    أما القبول فهو ينطلق أولا من قبول الذات هذه هي نقطة الإنطلاق فإذا لم أتوصل إلى قناعة راسخة بأن لدي أشياء مهمة في ذاتي ممكن أن أقدمها إلى الآخرين وبأن لدى الآخرين أشياء مهمة يقدمونها لي لن أتوصل إلى قبول الآخر .
    ما هي خطوات قبول الذات
    1- الصدق مع الذات : أنا ما دمت أخفي الحقيقة عن ذاتي فلن أتمكن من التعامل بكل صدق مع سواي . وإذا ما أخفقت في التعرف إلى مشاعري وقبولها أصبح من غير الممكن أن أشرك الآخرين فيها . الإنسان الذي يكذب على نفسه يكذب على الآخرين .
    الصدق مع الذات عملية تمرس على الوعي الشخصي ويجب أن تصبح من الممارسات اليومية في حياتنا ويتطلب تحقيقها زمنا طويلا ولكن علينا أن نعمل شيئا فشيئا على وعي النهج الشخصي الذي نتبعه في حياتنا :
    • أن ننتبه للعواطف والمشاعر التي تنتابنا من فرح حزن غضب ... لأن ذلك يخبرنا الكثير عن نهج تفكيرنا وعن عمق ذواتنا فالعواطف ليست بحد ذاتها حسنة ولا هي سيئة إنما تشير إلى واقع ما في داخلنا إنها تقول لنا الكثير عن النهج الذي نسلكه في ترتيب ما تلتقطه حواسنا وعن طريقة تحليله .
    • أن نبحث عن الحوافز التي تدفعنا للقيام بعمل ما ونتعرف إليها ( لماذا أحب أن أساعد هذا الشخص ، لماذا أرفض القيام بعمل معين ، لماذا أتكلم على الآخرين ، لماذا استهزئ من شخص معين)
    • أن أعرف كيف أتوصل إلى اتخاذ قراراتي الشخصية ( هل توجهني عواطفي أولا أم عقلي قبل كل شيء هل تتحكم بي العادة المنتشرة بين الناس دون التفكير أم أعتمد على خبرتي الشخصية .
    • أخيرا ما هي الطريقة التي أعبر فيها عن قراراتي الداخلية في سلوكي اليومي ( قد أقرر في عمق نفسي أن أبقي على شيء من الحقد عليك وأقرر أن أعبر عن ذلك برفضي التكلم إليك . لماذا قررت أعبر عن شعوري نحوك بهذا الشكل ) .
    قد يكن من المفيد هنا أن نبدأ بالتعرف بشكل أعمق على الدور الذي ألعبه في الحياة ( كأنه يصبح لكل شخص لافتة تمثل دوره في الحياة )
    2- أن أتحمل المسؤولية الكاملة لأفعالي ولردة فعلي ولا ألقي بأي ملامة عليك .
    نحن في غالبيتنا ننشئ في جو يلقي باللوم على الآخرين من جراء ما يحدث من سلبيات في حياتنا و لكن مهما كانت الظروف يبقى قرار سلوكي وردات فعلي في يدي وأبقى المسؤول الأول عما أقول وأفعل إن من يلقي باللائمة على سواه هو إنسان يرفض أن يتحمل مسؤولية حياته فيلجأ إلى حيلة نفسية وهي (الإسقاط) ألوم الآخرين أو الظروف أو الحظ أو الأبراج ...
    فالفرق كبير بين القول أنت أغضبتني وبين أنا غاضب هنا أتحمل المسؤولية وأحاول إصلاح ما أراه معوجا في حياتي .
    3- نتحلى بقدر من التواضع يجعلنا نعلن الحقيقة كما نراها نحن بمنظارنا ولا ندعي امتلاك الحقيقة كلها .
    لن أختبر الشعور نفسه وأنا أشهد وإياك الحدث نفسه فقد تشعر أنت بشيء من الاستخفاف أمام حدث ما بينما أنظر أنا إلى الأمر بجدية بالغة .عندما أعي هذه الفرادة أقلع آنذاك عن التفكير بأن أحدنا سيقتنع بنهج الآخر حتى وإن بدا ذلك النهج في عيون الكثيرين أفضل .
    4- قبول الضعف الذي في ، ومن ثم ضعف الآخرين :
    5- علي أن لا أتنبأ بما في ذهن الآخر وألا أحكم على الدوافع والنوايا : إن أفضل السبل لمعرفة ما في ذهن الآخرين هو الإصغاء للشخص نفسه للوصول إلى التواصل .
    6- النمو في المحبة : علي أن أنظر إلى الآخر المختلف عني في السن والثقافة والتفكير بأنه هو صورة المسيح وهو أيضا شريكي في النعمة والملكوت لأن المسيح مات من أجله كما مات من أجلي إن إيماننا المسيحي ليس مجرد أحلام ولا فروض وواجبات وأعمال ننجزها بل هو في الدرجة الأولى صفاء في القلب نعبر عنه بابتسامة ترحيب وحب ونستمد هذا الحب بالصلاة الحقة
    تقول تريزيا الأفيلية " ليس مهما كم صلينا بل كم أحببنا "
    أعداء النمو في محبة وقبول الآخر :
    • الحسد القاتل : هو شعور بالحسرة والامتعاض لما عند الآخر مع الرغبة في امتلاك ما يملكه الآخر والنتيجة المباشرة للحسد هي البغض
    • التذمر الهدام (الانتقاد والنق ) : أن نتذمر يعني أن نجد عيبا أن نعبر عن عدم رضا أن نعبر عن حزن وألم أو عن سوء معاملة الآخرين (إني أجد خطأ في كل شيء ولن أكون راضيا )
    • الغضب : هو حالة من العنف تتفاوت في حدتها وتدوم لفترة تقصر أو تطول وينتج عن شعور بأن شخصا أو شيئا أغاظنا ، أهاننا أو آذانا فتكون ردة الفعل عبر الكلام أو التصرف أو يبقى داخليا فيصبح نارا تأكل الشخص .
    • دينونة الآخر : هي الحكم على الآخرين والتكلم عليهم بالسوء وإدانتهم عندما يخطئون والحكم على مظهرهم وأفكارهم وتصرفاتهم وتوجيه أصابع الاتهام لهم .
    المغفرة
    في النهاية نجد أننا جميعا نختلف في التفكير والطباع والميول وهذا الخلاف محتما ومع الخلاف تأتي الإساءة إذن هناك حاجة ماسة إلى المغفرة .
    لكن هل المسامحة الحقيقية ممكنة حين يسود الطمع والمصلحة والأنانية وروح الانتقام والشعور المضخم بالعزة والكرامة .
    إنه ليصعب على المرء جدا أن يغفر بمقدرته البشرية فالقدرة على المسامحة هي نعمة إلهية ممكنة بمؤازرة الروح القدس وبالمسيح الذي في داخلنا يستنير القلب ويمتلئ بالسلام ،ومن يشعر برحمة الله اللامتناهية يستطيع أن يرى المسيح الرحوم في كل شخص ويحبه ،لأنه يحب المسيح الذي رحمه بلا شروط .
    وبالمغفرة يتحرر الشخص من الحقد والرغبة في الانتقام ويحرر الآخر من مشاعر الذنب والرفض فيتحقق شفاء داخلي وحتى تستطيع أن نحب عدونا فعلا فهو عمل طويل النفس يجب أن نكون صبورين مع ذواتنا ونقر بمحدوديتنا وحسدنا وأحكامنا السابقة وأحقادنا وبأن نقر بأننا لسنا شيئا مهما وبأننا نحن ذواتنا ومن ثم نطلب الصفح من الآب وعندما نقر بالنفور علينا أن نضبط لساننا وعندما نقبل نقائصنا يسهل علينا قبول نقائص الآخرين .
    خاتمة :
    التدرب على المحبة يستغرق حياة بأكملها . لأنه يجب أن يدخل الروح القدس إلى كل تعاريج كياننا وخباياه ، إلى كل الزوايا التي يعشعش فيها الخوف والقلق والمقاومة والحسد . وعلينا أن نتابع السير ولا نيأس من طول الطريق ونضع رجاءنا في المسيح .

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 8:02 am