هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    لماذا قال يسوع :ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكــلاب ؟؟

    Anonymous
    زائر
    زائر


    المنتدى العام لماذا قال يسوع :ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكــلاب ؟؟

    مُساهمة من طرف زائر الثلاثاء مايو 13, 2008 7:59 pm

    لماذا قال يسوع للمرأة الكنعانية ( الفينيقية ) :


    لم أُرسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة ،
    وليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكــلاب ؟؟
    تعالوا نقرأ هذه الحادثة من الكتاب المقدس

    " 21 ثم خرج يسوع من هناك وانصرف الى نواحي صور وصيدا.
    22 واذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت اليه قائلة ارحمني يا سيد يا ابن داود.ابنتي مجنونة جدا.
    23 فلم يجبها بكلمة.فتقدم تلاميذه وطلبوا اليه قائلين اصرفها لانها تصيح وراءنا.
    24 فاجاب وقال لم أرسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة.
    25 فأتت وسجدت له قائلة يا سيد أعنّي.
    26 فاجاب وقال ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين ويطرح للكــلاب.
    27 فقالت نعم يا سيد.والكــلاب ايضا تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة اربابها.
    28 حينئذ اجاب يسوع وقال لها يا امرأة عظيم ايمانك.ليكن لك كما تريدين.فشفيت ابنتها من
    تلك الساعة"
    (متى 15 : 21 – 28)
    وراجع ايضا (مرقس 7 : 24 – 30)


    فلم يجبها بكلمة :

    حينما تقدمت المرأة ليسوع يقول الكتاب المقدس ، انه لم يجبها بكلمة ، هل هذا جفاء منه ؟ طبعا القراءة السطحية للقصة من الممكن ان تتهم فيها يسوع بالجفاء والقسوة ، ولكن الا يقولون ان الامور بخواتيمها ؟؟ الم يكن في نهاية الامر شفاء ابنتها وامتداح ايمانها ، اذا ما الذي حدث ، لماذا ابتدأ يسوع بكلامه بهذه القسوة للمرأة الفينيقية ، في حين كان ينوي ان ينتهى اخيرا الى استجابة طلبها ؟ هذا لا نفهمه الا عندما نقترب من كلمة الله في روح الصلاة ونطلب بخشوع من الله ان يعلمنا ويفهمنا ماذا يريد ان يقول لنا الله من خلال كلمته المقدسة ؟؟

    كان يسوع دائما يعرف افكار الناس " فعلم يسوع افكارهم فقال لماذا تفكرون بالشر في قلوبكم " (متى 9 : 4) وايضا " فعلم يسوع افكارهم وقال لهم ....... "(متى 12 : 25)
    وهو الذي رأي التلاميذ (بعين المعرفة الالهية وليس البشرية ) على بعد خمسة كيلومترات في ظلام الليل في قلب البحر بقدرته المعجزية وهو بعيدا عنهم " ورآهم معذبين في الجذف. "(مرقس 6: 48)

    هكذا كان يسوع ( وهو له سبق العلم ) وكان يستطيع ان يعرف خبايا الامور وخبايا الناس ، وقد عرف بسلطانه ان لهذه المرأة فعلا ايمانا عجيبا يستحق الثناء والمدح ؟؟، وقد فضل ان يؤخر استجابة طلبتها لتنال المكافأة مزدوجة ، فتنال استجابة طلبها بشفاء ابنتها ، و يظهر قوة ايمانها وتمسكها بالرجاء في شخص المسيح يسوع فيمتدح ايمانها اذا قال لها : يا امرأة عظيم ايمانك .

    المرأة الفينيقية وحياة الكــلاب :

    فلماذا قال لها يسوع هذه الكلمات القاسية : " ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين ويطرح للكــلاب" ، بالطبع من يدرس تاريخ هذه الفترة كان يدرك بسهولة ان هذه المقولة كانت منتشرة بين اليهود ، اي ان لم يكن يسوع هو قائلها او مبتدعها ، فكان اليهود يعتبرون انهم هم البنين ، وان الامم كلهم هم الكــلاب (رمزا لنجاستهم ) ، وقد كان الامم ايضا يقولون عن انفسهم هذا الكلام " فقال حزائيل ومن هو عبدك ال*** حتى يفعل هذا الأمر العظيم. فقال اليشع قد اراني الرب اياك ملكا على ارام" (ملوك الثاني 8 : 13) ، اذا فكأن يسوع بترديده للكلام المعتاد لليهود امام المرأة الكنعانية ( الآممية ) فكانه يقول لتلاميذه الستم تقولون هكذا على غير اليهود ؟؟ اليس هذا هو الحكم الذي يفترض ان يكون صادرا عليها حسب فهمكم القاصر ، فانظروا ماذا سوف تفعل هي ، وماذا سوف أنا.

    كانت هذه المرأة فينيقية سورية ، او بمعنى آخر وثنية أممية يونانية ، تسكن في منطقة صور وصيدا حيث يتعبد الناس هناك الى الآلهة عشتاروت آلهة الجمال عند الفينيقيين ، وكانت هذه العبادة تتركز في القمر كمركز لالهة الجمال ، وكانت العبادة تتمثل في أمرين أساسيين ، يعبران عن الحضارة اليونانية في ذلك التاريخ : هما الجمال والشهوة .

    ولعلنا نذكر ان الفلسفة الابيقورية كانت من أهم الفلسفات وأكثرها شيوعا في تلك الحقبة الزمنية ، كان قوامها ( أن نأكل ونشرب لان غدا نموت ) وهي كما نرى اشبه بالفلسفات الوجودية الملحدة التي تدعو الى الشهوات الانطلاقية والاندفاعات العارمة ، ولا حاجة ان نقول بأن هذا الانطلاق الشهواني سينتهي بالانسان الى ان يأخذ من الحياة ما يستطيع من اكل وشرب وجنس ومتعة وتصل به الى نوع من الحياة البهيمية العارمة التي تنحط بالانسان الى مدارك الحيوانات اقرب منها الى الانسان ، ومن هنا يصح ان نطلق عليها حياة الكــلاب بكل ما تشمل الكلمة من معنى الاتساخ والقذارة ، ورغم اننا لا يمكن ان نجزم بان المرأة كانت تعيش هذه الحياة ، الا اننا لا نستطيع ان نستبعد انه ربما كانت ابنتها التي يصرعها الروح النجس قد جاءت نتيجة حياة فاسدة شهوانية كهذه ( الأمر الذي اشار اليه السيد المسيح في حديثه مع المرأة الفينيقية ) .

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 10:07 pm