تكوين –
سقوط الأنسان
( 1 ) الحية الخادعة
إذ قدم الله للأنسان كل شىء أقامه فى الفردوس ، ووهبه الوصية ليرد الحب بالطاعة ... ولعله كان فى ذهن الله هبات أعظم يود أن يقدمها للإنسان كمكافأة له عن طاعته المستمرة للوصية ، لكن عدو الخير حسد الإنسان فأراد أن يهبط به إلى الموت مستخدما الحية ليدخل مع الإنسان فى حوار مهلك .
يقول الكتاب : " وكانت الحية أحيل جميع حيوانات البرية التى عملها الله ، فقالت للمرأة : أحقا قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة ؟! فقالت المرأة للحية : من ثمر شجر الجنة نأكل ، وأما ثمر الشجرة التى فى وسط الجنة فقال الله لا تأكلا منه ولا تمساه لئلا تموتا " ( تك 3 : 1-3 ) .
لقد استخدم العدو الخليقة الصالحة التى من عمل الله كوسيلة لتحطيم الإنسان ، فكان العيب لا فى الوسيلة وإنما فى الإنسان الذى قبل أن يدخل فى حوار باطل مع الحية .
فى هذا الحوار الذى دار بين حواء والحية لم يقدم الشيطان للإنسان إلا وعودا ، قائلا : " لن تموتا ، بل الله عالم أن يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر " ( تك 3 : 4 ، 5 ) . مجرد وعد أنهما يكونان كالله ( كبرياء ! ) وينالان المعرفة ، لكنه لم يقدم عملا لصالحهما . ومع هذا نظرت حواء إلى الشيطان كموضع ثقة أكثر من الله ، مع أن الله أظهر إرادته الحسنة بأعماله .
جرب الشيطان الإنسان بثلاث أهواء هى [ النهم : حين أخذ الفاكهة من الشجرة ، وبالطمع : حين قال له : " تنفتح أعينكما " ، وبالكبرياء : حين قال له " تكونا كالله عارفين الخير والشر " ] – وهى نفس الأهواء التى حاول أن يحارب بها " آدم الثانى " .. " السيد المسيح " [ بالنهم حين قال له : " قل أن تصير هذه الحجارة خبزا " .. ، وبالكبرياء حين قال له : " إن كنت إبن الله فاطرح نفسك إلى أسفل ...... " ، وبالطمع حين أراه جميع ممالك الأرض ومجدها ، وقال له : " أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لى " ( مت 4 ) ] ....لقد اعطانا الرب نفسه مثالا كيف يمكننا أن ننتصر كما انتصر هو حين جرب .
( 2 ) إنفتاح أعينهما
" فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان ، فخاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر " ( تك 3 : 7 ) . ماذا يعنى إنفتاح العينين لتريا أن الجسد عريان ، إلا أن الإنسان بالخطية يدرك أنه دخل إلى حالة من الفساد تظهر خلال أحاسيس الجسد وشهواته التى لا تضبط ؟ ! بهذا يدخل الإنسان فى معرفة جديدة ، هى خبرة الشر الذى امتزج بحياته وأفسد جسده تماما ، إنه يتعرف على جسده الذى صار عنيفا فى الشر بلا ضابط .
( 3 ) اهتمام الله بالإنسان
إن كان الإنسان قد قابل حب الله بالعصيان ، فالله يقابل حتى هذا العصيان بالحب لكى يسحب قلبه من مرضه الذى أصابه ، ويقيمه من الموت الذى ملك عليه ( رو 5 : 14 ) . لقد جاء صوت الله ماشيا فى الجنة ليلتقى مع الإنسان الساقط .
يقول الكتاب :" وسمعا صوت الرب الإله ماشيا فى الجنة عند هبوب ريح النهار " ( ع 8 ) إنه صوت الرب أى " كلمته " ، الأبن الوحيد الجنس الذى جاء مبادرا بالحب ليقتنص الإنسان الساقط ويقيمه . جاء عند هبوب ريح النهار ، إذ نلتقى به بالروح القدس ، لأن كلمة " روح " و " ريح " فى العبرية هى واحدة . جاء فى وسط النهار لنتعرف عليه خلال نوره ، وكما يقول المرتل : " بنورك يارب نعاين النور " .
بادر " كلمة الله " بالحب ، فنادى آدم وقال له : " أين أنت ؟ " ( ع 9 ) . لم يكن يجهل موضعه لكنه أراد الدخول معه فى حوار ، ليس كحوار الحية مع حواء الذى أدى إلى السقوط ، ولكنه حوار الحب الحقيقى لأنتشال آدم وحواء من سقطتهما !
الآن ما هو موقف الإنسان تجاه هذه المبادرة الإلهية ؟
أولا : " اختبأ آدم وإمرأته من وجه الرب الإله فى وسط شجر الجنة " ع 8 – هذا الهروب هو ثمر طبيعى للعصيان والأنفصال عن دائرة الرب ، كما يقول آدم : " سمعت صوتك فى الجنة فخشيت ، لأنى عريان فاختبأت " ( ع 10 ) .
لم يقدر أن يعاين الرب لا لأن الرب مرعب ومخيف وإنما لأن الإنسان فى شره فقد صورة الله الداخلية التى تجتذبه بالحب نحو خالقه محب البشر ، فصار الله بالنسبة له مرعبا وديانا لخطاياه .
ثانيا : برر آدم خطأه بإلقاء اللوم على الغير ، فقال آدم : " المرأة التى جعلتها معى هى التى أعطتنى من الشجرة فأكلت " ( ع 12 ) ، وقالت المرأة : " الحية غرتنى فأكلت " ( ع 13 ) . وكأن آدم ألقى باللوم على الله الذى أعطاه حواء ! ولم يقدم أى منهما اعتذارا عن خطأه !
( 4 ) لعنة الحية
" فقال الرب الإله للحية : لأنك فعلت هذا ملعونة أنت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية ، على بطنك تسعين وترابا تأكلين كل أيام حياتك " ( ع 14 ) .
كل انسان يقبل أن يكون أداة للعدو الشرير يصير كالحية ، يسعى على بطنه محبا للأرضيات ، ليس له أقدام ترفعه عن التراب ، ولا أجنحة تنطلق به فوق الزمنيات ، يصير محبا أن يملأ بطنه بالتراب .
( 5 ) الوعد بالخلاص
إذ لعن الحية التى أغوت الأنسان حتى نرفضها ونرفض سماتها فينا ، قدم لنا أول وعد بالخلاص ، قائلا للحية : " وأضع عداوة بينك وبين المرأة ، وبين نسلك ونسلها ، وهو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه " ع 15
وقد وضع الله عداوة بين إبليس والمرأة حتى يأتى السيد المسيح من نسل المرأة – دون زرع بشر – يسحق رأس الحية التى سحقت عقب البشرية ...
( 6 ) تأديب الإنسان
إذ قدم الوعد بالخلاص أعلن تأديبه للإنسان ؛ فتح باب الرجاء بإعلان الخلاص قبلما يقدم التأديب المر حتى لا يسقط الإنسان تحت ثقل اليأس ، وقد أعلن تأديبه للمرأة أولا ثم للرجل .
أولا : تأديب المرأة : " تكثيرا أكثر أتعاب حبلك ، بالوجع تلدين أولادا ، وإلى رجلك يكون إشتياقك ، وهو يسود عليك " ( ع 16 ) هذا التأديب الذى سقطت تحته حواء بسبب الخطية ، تحول بمراحم الله إلى بركات حينما قبلت الكنيسة – حواء الجديدة – أن تلد أولادا روحيين لله خلال آلامها .
ثانيا : تأديب الرجل : " ملعونة الأرض بسببك ، بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك ، وشوكا وحسكا تنبت لك وتأكل عشب الحقل . بعرق وجهك تأكل خبزا حتى تعود إلى الأرض الى أخذت منها ، لأنك تراب وإلى التراب تعود " ( ع 17 – 19 ) . خلق الله الأرض من أجل الأنسان ، وبسببه باركها لتثمر له بركات ، فإذا عصى الرب سقطت تحت اللعنة لتثمر له شوكا وحسكا يتناسب مع عصيانه أو فكره الداخلى .
( 7 ) القميص الجلدى
" ودعا آدم إمرأته حواء ، لأنها أم كل حى " ع 20
إن كان آدم وحواء قد سقطا تحت التأديب ، فإنهما أبوانا الأولان ، نجد فى آدم أبا لكل البشرية ، وفى حواء أما للجميع ... لكن خلال هذه الوالدية تسربت إلينا الخطية وسقطنا معهما تحت ذات التأديب حتى جاء آدم الثانى يهب الحياة الحقة للمؤمنين وصارت إمرأته – حواء الجديدة – الأم الصادقة لكل حى ، إنها الكنيسة أم المؤمنين .
أعلن الله محبته للإنسان قبل طردهما من الجنة بأن صنع لهما أقمصة من جلد وألبسهما ( ع 21 ) عوض أوراق التين . هذه الأقمصة ربما تعلن عن كشف الله للإنسان الأول عن أهمية الذبيحة كرمز لذبيحة الخلاص .... وكأن الله سلم آدم وحواء طقس الذبيحة الدموية .
( 8 ) طرد الإنسان
إذ كان الله قد طردنا من الفردوس ، ففى حقيقة الأمر نحن طردنا أنفسنا بأنفسنا ، إذ خلال العصيان صارت طبيعتنا الفاسدة لا تليق بالحياة الفردوسية المقدسة بل تناسب الأرض التى تخرج الشوك والحسك .
الأصحاح الثالث
سقوط الأنسان
( 1 ) الحية الخادعة
إذ قدم الله للأنسان كل شىء أقامه فى الفردوس ، ووهبه الوصية ليرد الحب بالطاعة ... ولعله كان فى ذهن الله هبات أعظم يود أن يقدمها للإنسان كمكافأة له عن طاعته المستمرة للوصية ، لكن عدو الخير حسد الإنسان فأراد أن يهبط به إلى الموت مستخدما الحية ليدخل مع الإنسان فى حوار مهلك .
يقول الكتاب : " وكانت الحية أحيل جميع حيوانات البرية التى عملها الله ، فقالت للمرأة : أحقا قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة ؟! فقالت المرأة للحية : من ثمر شجر الجنة نأكل ، وأما ثمر الشجرة التى فى وسط الجنة فقال الله لا تأكلا منه ولا تمساه لئلا تموتا " ( تك 3 : 1-3 ) .
لقد استخدم العدو الخليقة الصالحة التى من عمل الله كوسيلة لتحطيم الإنسان ، فكان العيب لا فى الوسيلة وإنما فى الإنسان الذى قبل أن يدخل فى حوار باطل مع الحية .
فى هذا الحوار الذى دار بين حواء والحية لم يقدم الشيطان للإنسان إلا وعودا ، قائلا : " لن تموتا ، بل الله عالم أن يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر " ( تك 3 : 4 ، 5 ) . مجرد وعد أنهما يكونان كالله ( كبرياء ! ) وينالان المعرفة ، لكنه لم يقدم عملا لصالحهما . ومع هذا نظرت حواء إلى الشيطان كموضع ثقة أكثر من الله ، مع أن الله أظهر إرادته الحسنة بأعماله .
جرب الشيطان الإنسان بثلاث أهواء هى [ النهم : حين أخذ الفاكهة من الشجرة ، وبالطمع : حين قال له : " تنفتح أعينكما " ، وبالكبرياء : حين قال له " تكونا كالله عارفين الخير والشر " ] – وهى نفس الأهواء التى حاول أن يحارب بها " آدم الثانى " .. " السيد المسيح " [ بالنهم حين قال له : " قل أن تصير هذه الحجارة خبزا " .. ، وبالكبرياء حين قال له : " إن كنت إبن الله فاطرح نفسك إلى أسفل ...... " ، وبالطمع حين أراه جميع ممالك الأرض ومجدها ، وقال له : " أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لى " ( مت 4 ) ] ....لقد اعطانا الرب نفسه مثالا كيف يمكننا أن ننتصر كما انتصر هو حين جرب .
( 2 ) إنفتاح أعينهما
" فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان ، فخاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر " ( تك 3 : 7 ) . ماذا يعنى إنفتاح العينين لتريا أن الجسد عريان ، إلا أن الإنسان بالخطية يدرك أنه دخل إلى حالة من الفساد تظهر خلال أحاسيس الجسد وشهواته التى لا تضبط ؟ ! بهذا يدخل الإنسان فى معرفة جديدة ، هى خبرة الشر الذى امتزج بحياته وأفسد جسده تماما ، إنه يتعرف على جسده الذى صار عنيفا فى الشر بلا ضابط .
( 3 ) اهتمام الله بالإنسان
إن كان الإنسان قد قابل حب الله بالعصيان ، فالله يقابل حتى هذا العصيان بالحب لكى يسحب قلبه من مرضه الذى أصابه ، ويقيمه من الموت الذى ملك عليه ( رو 5 : 14 ) . لقد جاء صوت الله ماشيا فى الجنة ليلتقى مع الإنسان الساقط .
يقول الكتاب :" وسمعا صوت الرب الإله ماشيا فى الجنة عند هبوب ريح النهار " ( ع 8 ) إنه صوت الرب أى " كلمته " ، الأبن الوحيد الجنس الذى جاء مبادرا بالحب ليقتنص الإنسان الساقط ويقيمه . جاء عند هبوب ريح النهار ، إذ نلتقى به بالروح القدس ، لأن كلمة " روح " و " ريح " فى العبرية هى واحدة . جاء فى وسط النهار لنتعرف عليه خلال نوره ، وكما يقول المرتل : " بنورك يارب نعاين النور " .
بادر " كلمة الله " بالحب ، فنادى آدم وقال له : " أين أنت ؟ " ( ع 9 ) . لم يكن يجهل موضعه لكنه أراد الدخول معه فى حوار ، ليس كحوار الحية مع حواء الذى أدى إلى السقوط ، ولكنه حوار الحب الحقيقى لأنتشال آدم وحواء من سقطتهما !
الآن ما هو موقف الإنسان تجاه هذه المبادرة الإلهية ؟
أولا : " اختبأ آدم وإمرأته من وجه الرب الإله فى وسط شجر الجنة " ع 8 – هذا الهروب هو ثمر طبيعى للعصيان والأنفصال عن دائرة الرب ، كما يقول آدم : " سمعت صوتك فى الجنة فخشيت ، لأنى عريان فاختبأت " ( ع 10 ) .
لم يقدر أن يعاين الرب لا لأن الرب مرعب ومخيف وإنما لأن الإنسان فى شره فقد صورة الله الداخلية التى تجتذبه بالحب نحو خالقه محب البشر ، فصار الله بالنسبة له مرعبا وديانا لخطاياه .
ثانيا : برر آدم خطأه بإلقاء اللوم على الغير ، فقال آدم : " المرأة التى جعلتها معى هى التى أعطتنى من الشجرة فأكلت " ( ع 12 ) ، وقالت المرأة : " الحية غرتنى فأكلت " ( ع 13 ) . وكأن آدم ألقى باللوم على الله الذى أعطاه حواء ! ولم يقدم أى منهما اعتذارا عن خطأه !
( 4 ) لعنة الحية
" فقال الرب الإله للحية : لأنك فعلت هذا ملعونة أنت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية ، على بطنك تسعين وترابا تأكلين كل أيام حياتك " ( ع 14 ) .
كل انسان يقبل أن يكون أداة للعدو الشرير يصير كالحية ، يسعى على بطنه محبا للأرضيات ، ليس له أقدام ترفعه عن التراب ، ولا أجنحة تنطلق به فوق الزمنيات ، يصير محبا أن يملأ بطنه بالتراب .
( 5 ) الوعد بالخلاص
إذ لعن الحية التى أغوت الأنسان حتى نرفضها ونرفض سماتها فينا ، قدم لنا أول وعد بالخلاص ، قائلا للحية : " وأضع عداوة بينك وبين المرأة ، وبين نسلك ونسلها ، وهو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه " ع 15
وقد وضع الله عداوة بين إبليس والمرأة حتى يأتى السيد المسيح من نسل المرأة – دون زرع بشر – يسحق رأس الحية التى سحقت عقب البشرية ...
( 6 ) تأديب الإنسان
إذ قدم الوعد بالخلاص أعلن تأديبه للإنسان ؛ فتح باب الرجاء بإعلان الخلاص قبلما يقدم التأديب المر حتى لا يسقط الإنسان تحت ثقل اليأس ، وقد أعلن تأديبه للمرأة أولا ثم للرجل .
أولا : تأديب المرأة : " تكثيرا أكثر أتعاب حبلك ، بالوجع تلدين أولادا ، وإلى رجلك يكون إشتياقك ، وهو يسود عليك " ( ع 16 ) هذا التأديب الذى سقطت تحته حواء بسبب الخطية ، تحول بمراحم الله إلى بركات حينما قبلت الكنيسة – حواء الجديدة – أن تلد أولادا روحيين لله خلال آلامها .
ثانيا : تأديب الرجل : " ملعونة الأرض بسببك ، بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك ، وشوكا وحسكا تنبت لك وتأكل عشب الحقل . بعرق وجهك تأكل خبزا حتى تعود إلى الأرض الى أخذت منها ، لأنك تراب وإلى التراب تعود " ( ع 17 – 19 ) . خلق الله الأرض من أجل الأنسان ، وبسببه باركها لتثمر له بركات ، فإذا عصى الرب سقطت تحت اللعنة لتثمر له شوكا وحسكا يتناسب مع عصيانه أو فكره الداخلى .
( 7 ) القميص الجلدى
" ودعا آدم إمرأته حواء ، لأنها أم كل حى " ع 20
إن كان آدم وحواء قد سقطا تحت التأديب ، فإنهما أبوانا الأولان ، نجد فى آدم أبا لكل البشرية ، وفى حواء أما للجميع ... لكن خلال هذه الوالدية تسربت إلينا الخطية وسقطنا معهما تحت ذات التأديب حتى جاء آدم الثانى يهب الحياة الحقة للمؤمنين وصارت إمرأته – حواء الجديدة – الأم الصادقة لكل حى ، إنها الكنيسة أم المؤمنين .
أعلن الله محبته للإنسان قبل طردهما من الجنة بأن صنع لهما أقمصة من جلد وألبسهما ( ع 21 ) عوض أوراق التين . هذه الأقمصة ربما تعلن عن كشف الله للإنسان الأول عن أهمية الذبيحة كرمز لذبيحة الخلاص .... وكأن الله سلم آدم وحواء طقس الذبيحة الدموية .
( 8 ) طرد الإنسان
إذ كان الله قد طردنا من الفردوس ، ففى حقيقة الأمر نحن طردنا أنفسنا بأنفسنا ، إذ خلال العصيان صارت طبيعتنا الفاسدة لا تليق بالحياة الفردوسية المقدسة بل تناسب الأرض التى تخرج الشوك والحسك .