هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    تفسير الاصحاح الثامن من سفر التكوين

    Anonymous
    زائر
    زائر


    المنتدى العام تفسير الاصحاح الثامن من سفر التكوين

    مُساهمة من طرف زائر الأربعاء مايو 14, 2008 6:50 pm

    تكوين –
    الأصحاح الثامن


    خلاص نوح بالفلك

    إذ غرق العالم القديم بمياة الطوفان قام العالم الجديد ممثلا فى أشخاص نوح وعائلته ، لقد اهتم الله نفسه بخلاصهم وتجديد الأرض وقبل ذبيحة الإنسان رائحة رضا ليدخل معه فى عهد جديد

    ( 1 ) إجتياز ريح على الأرض

    " ثم ذكر الله نوحا وكل الوحوش وكل البهائم التى معه فى الفلك ، وأجاز الله ريحا على الأرض فهدأت المياة .... وفى العاشر فى أول الشهر ظهرت رؤوس الجبال " [ ع 1 ، 5 ] .

    إن كان الله قد أغلق على نوح فهو لا ينساه وسط المياة ، إنما كالفخارى الذى يترقب الإناء الطينى داخل الفرن ، يخرجه فى الوقت المناسب إناء للكرامة .

    من أجل نوح أرسل الله ريحا على الأرض ... وكأنه وسط مياة المعمودية يهب روحه القدوس لتقديس أرضنا ، فنتهيأ كأعضاء لجسد السيد المسيح ونصير هيكلا لروحه القدوس ..

    استقر الفلك فى اليوم السابع عشر من الشهر السابع على جبل أراراط بأرمينيا ، أسمه مشتق من الكلمة الأكادية " أرارطو " وتعنى ( مكان مرتفع ) ، ولعلها القمة التى تدعى حاليا بالتركية " أغرى داع " أى " جبل شاهق " .

    فى اليوم الأول من الشهر العاشر بدأت تظهر رؤوس الجبال الأقل ارتفاعا ، إن كان رقم 10 يشير إلى الناموس فإذ يبدأ اإنسان حياته بالوصية [ الناموس الروحى ] تظهر فى داخله رؤوس جبال الفضيلة التى سبقت فتغطت واختفت بسبب خطايانا . إن كان الفلك أى السيد المسيح يستقر فى داخلنا كما على جبل أرارط ، جبله الشاهق الصلد ، فإنه يتجلى فى داخلنا وتترأى الحياة التقوية فى أعماقنا كرؤوس جبال حية حينما نقبل ناموسه الروحى فنكون كمن فى اليوم الأول من الشهر العاشر .

    ( 2 ) إرسال غراب وحمامة :

    إن كان الفلك يشير إلى الكنيسة ، فقد وجد فيه الغراب والحمامة ، وكما يقول القديس أغسطينوس : [ لقد أرسل نوح هذين النوعين من الطيور ، كان لديه الغراب والحمامة أيضا ... إن كان الفلك هو مثال الكنيسة فبالحقيقة ترى خلال طوفان العالم الحاضر وقد ضمت بالضرورة النوعين : الحمامة كما الغراب ، ما هى الغربان ؟ الذين يطلبون ما لذواتهم . ما هو الحمام ؟ الذين يطلبون ما هو للمسيح [ فى 2 : 21 ] .

    الغراب يشير إلى الخطية التى يجب أن تطرد ، تنطلق فلا تعود تدخل إلى الفلك ، بل تبقى مترددة بين الجيف الفاسدة والفلك من الخارج ، ولا يمد نوح يده ليدخلها عنده كما فعل مع الحمامة .

    ( 3 ) كشف الغطاء عن الفلك :

    " فكشف نوح الغطاء عن الفلك ونظر وإذا وجه الأرض قد نشف " [ ع 13 ] كان ذلك فى السنة الواحدة والستمائة من عمر نوح ، فى اليوم الأول من الشهر الأول ... وكأن نوحا ينهى الستمائة عاما من عمره ليبدأ القرن السابع من عمره بكشف غطاء الفلك والتطلع إلى الأرض الجديدة من خلال الفلك . بهذا يشير إلى السيد المسيح – نوح الحقيقى – قائد الكنيسة والحال فى وسطها ، يعمل الأيام الستة ( 6 ) من أجل خلاص قطيعه المئة ( لو 15 : 4 ) كل أيام تغرب الكنيسة ( 6 × 100 = 600 ) ، حتى متى انقضى الزمن وجاء اليوم السابع الذى هو يوم الراحة ينزع الرب كل غطاء لنلتقى معه وجها لوجه .

    ( 4 ) خروج نوح إلى الأرض الجديدة :

    فى اليوم السابع والعشرين من الشهر الثانى جفت الأرض تماما وصدر الأمر لنوح أن يخرج ، وكان ذلك بعد ثمانية أسابيع من رفع الغطاء عن الفلك ، وفى ختام الأسبوع الثالث والخمسين من بدء الطوفان .

    ( 5 ) إقامة مذبح للرب :

    أول ما صنعه نوح بعد خروجه من الفلك هو إقامة مذبح للرب على الأرض الجديدة التى غسلتها مياة الطوفان ، وكأن الكنيسة لا تقدر أن تقدم ذبيحة السيد المسيح ( الأفخارستيا ) إلا بعد التمتع بالمعمودية . لهذا السبب أيضا نجد الكتاب المقدس للمرة الأولى يعلن إقامة مذبح للرب ، وإن كان بلا شك قد قدمت ذبائح للرب منذ الخروج من الفردوس ..

    أعلن الله رضاه على الإنسان بعد أن تنسم رائحة سرور خلال ذبيحة المصالحة ، مؤكدا أنه لا يعود يهلك البشرية معا بسبب ضعفها ، عجيب هو الله فى صفحه وعفوه !

    بدأت الحياة الجديدة بالعبادة خلال الذبيحة كما خلال الصليب ، فانتزعت اللعنة عن الأرض ( ع 21 ) ...

    أخيرا ما قدمه نوح كان رمزا لعمل السيد المسيح الذبيحى فى كنيسته ، وكما يقول الكاهن :

    [ الذى أصعد ذاته ذبيحة مقبولة على الصليب عن خلاص جنسنا ، فاشتمه أبوه الصالح وقت المساء على الجلجثة ] .

    + + +

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 11:18 pm