هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    تفسير الاصحاح الحادى العاشرمن سفر التكوين

    Anonymous
    زائر
    زائر


    المنتدى العام تفسير الاصحاح الحادى العاشرمن سفر التكوين

    مُساهمة من طرف زائر الأربعاء مايو 14, 2008 6:53 pm

    تكوين –
    الأصحاح الحادى عشر


    برج بابل

    إن كان الله قد تدخل لتجديد العالم بمياة الطوفان ، فعوض أن يستجيب الإنسان بالحب والأتكاء على صدر الله إتكأ على ذاته ، وأراد أن يقيم لنفسه برجا من صنع يديه يحتمى فيه من قرارات الله نحوه . وكأن هذا البرج يمثل الفلسفات المعاصرة – خاصة الوجودية – التى ترى فى الله أنه يكتم أنفاس الإنسان ويحرمه حريته ، وكأن مجد الله يقوم على مذلة الإنسان ، وقوة الله على حساب كرامة بنى البشر ، فحسبوا أنه لا مناص من التخلص من هذا الإله بتأليه الذات والهروب من الله للتمتع بكمال الحرية .

    ( 1 ) برج بابل :

    " وكانت الأرض كلها لسانا واحدا ولغة واحدة " ( ع 1 ) .

    الأصحاح السابق تحدث عن مواليد نوح وظهور الأمم والشعوب ، كل أمة لها لسانها ، هنا نرى كيف أن الأرض كانت كلها لسانا واحدا ولغة واحدة ، وكيف حدثت البلبلة بعد ذلك وصار لكل شعب لسانه أو لغته .

    هناك من يقول أن اللغة الوحيدة كانت هى العبرية ، ونادى فريق آخر بأنها الكلدانية ( السريانية ) – على أى الأحوال لا يمكن الجزم أو تحديد لغة العالم الواحدة التى كانت وقتئذ .

    كانت لغة الأنسان الأول هى لغة الحب ، الذى لا يعرف الأنقسام ؛ تخاطب بهذه اللغة مع الله والملائكة وجميع السمائيين ... وخلال لغة الحب كان الأنسان منسجما حتى مع الخليقة غير الناطقة فينطق الكل معا بروح الشكر لله والتسبيح له . أما وقد سقط الأنسان فى العصيان خسر لغة الحب والوحدة ، ولم يستطع اإنسان أن يتحدث مع الله بفرح وبهجة ولا أن يشترك مع السمائيين فى ليتورجياتهم ولا أن ينسجم حتى مع الخليقة غير الناطقة .

    " وحدث فى ارتحالهم شرقا أنهم وجدوا بقعة فى أرض شنعار وسكنوا هناك ، وقال بعضهم لبعض هلم نصنع لبنا ونشويه شيا ، فكان لهم اللبن مكان الحجارة ، وكان لهم الحمر مكان الطين . وقالوا : هلم نبن لأنفسنا مدينة وبرجا رأسه بالسماء ، ونصنع لأنفسنا إسما لئلا نتبدد على وجه كل الأرض " ( ع 2 – 4 ) .

    عرف الإنسان كيفية صنع الطوب الأحمر من الطين مثلما يحدث فى مصر ، وبدلا من أن يشكروا الله على هذه المعرفة الجديدة فى الحياة ، كانت خطتهم البشرية هو تدبير إقامة مدينة وبرج مرتفع حتى إذا ما حل الطوفان مرة أخرى ، يجدون لأنفسهم ملجأ من تأديبات الله القاسية . وكأنهم لم يثقوا فى ميثاق الله مع نوح وحسبوا الله غير أمين فى مواعيده .

    يرى القديس أغسطينوس أن نمرود هو الذى أسس هذه المدينة التى دعيت بابل ( تك 10 : 9 ، 10 ) ، فحينما تحدث الكتاب المقدس عنه قال أن بداية مملكته كانت بابل ( تك 10 : 10 ) ، أما قول الكتاب :

    " فنزل الرب لينظر المدينة والرج اللذين كان بنو آدم ( البشر ) يبنوها "( ع 5 ) – فيعلق القديس أغسطينوس قائلا بأن الذين يبنون هم بنو البشر : [ لم يكونوا أبناء الله ، إنما كانت هذه الجماعة تعيش بطريقة بشرية ، والتى ندعوها " مدينة أرضية " ] . أما عن القول :

    " نزل الرب لينظر " فلا يعنى المفهوم الحرفى للعبارة ، وكأنه بهذا تصير حضرته ملموسة

    ( 2 ) مواليد سام
    يقدم لنا القديس أغسطينوس تفسيرا لذكر نسل سام بعد الحديث عن الطوفان وإنشاء مدينة بابل مباشرة إذ يقول ، فكما جاء من نسل حام من يقيم بابل رمز المدينة الأرضية ، هكذا جاء من نسل سام من يقيم مدينة الله – والآن بعد أن كشف الكتاب المقدس عن المدينة الأرضية أى بابل ، يعود إلى الأب سام ليخلص الأجيال النازلة منه حتى إبراهيم .... .

    ( 3 ) إبرام ولوط
    بعدما عرض مواليد سام بلغ إلى ابراهيم وإبن أخيه لوط اللذين وجدوا فى أور الكلدانيين .... وبظهور إبراهيم يظهر أب الآباء لينال وعدا وميثاقا من الله ، بنسله تتبارك كل الأمم ...

    ظهر إبراهيم فى أور الكلدانيين ويبدو أن عائلته أيضا كانت تعبد آلهة غريبة ، ولم يكن فى العالم كله من يعبد الله الحى غير إبراهيم ، إذ قيل : " آباؤكم سكنوا فى عبر النهر منذ الدهر ، تارح أبو إبراهيم وأبو ناحور وعبدوا آلهة أخرى ، فأخذت إبراهيم أباكم من عبر النهر وسرت به فى كل أرض كنعان وأكثرت نسله وأعطيته إسحق " ( يش 24 : 2 ، 3 ) .

    + + +

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 12:09 am