هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    تفسير الاصحاح الثالث العاشرمن سفر التكوين

    Anonymous
    زائر
    زائر


    المنتدى العام تفسير الاصحاح الثالث العاشرمن سفر التكوين

    مُساهمة من طرف زائر الأربعاء مايو 14, 2008 6:56 pm

    تكوين –
    الأصحاح الثالث عشر


    إعتزال ابرام لوطا

    تدرب أبرام على الترك من أجل الرب والآن إذ عاد من مصر واغتنى جدا طلب من إبن أخيه لوط أن يعتزل مختارا النصيب الذى يحسن فى عينيه ، محتملا مفارقة لوط رفيق مسيرته الأيمانية لأجل السلام .

    ( 1 ) صعوده من مصر
    " فصعد ابرام من مصر هو وإمرأته وكل ما كان له ولوط معه إلى الجنوب " ( ع 1 ) .

    خرج ابرام من التجربة التى كشفت عن ضعفه ببركات كثيرة فقد أدرك رعاية الله الفائقة له ، إذ لم يستطع فرعون أن يمس إمرأته ، بل وصار أبرام " غنيا جدا فى المواشى والفضة والذهب " ( ع 2 ) . ما هو سر الغنى ؟ إن كان عن ضعف سقط أبرام ، لكنه بقوة الروح لم يستسلم للسقوط ، فالنفس المؤمنة المملوءة رجاء تتحول حتى ضعفاتها إلى فرص لأقتناء غنى أعظم .

    إن الشرور التى ارتكبناها لا تغيظ الله قدر عدم رغبتنا فى التغيير ، لأن من يخطىء يكون قد سقط فى ضعف بشرى ، وأما من يستمر فى الخطية فإنه يبطل إنسانيته ليصير شيطانا .

    كان أبرام غنيا جدا ، ولكن هذا الغنى لم يعفه عن غنى النفس .


    ( 2 ) اعتزاله عن لوط
    " لوط السائر مع أبرام كان له أيضا غنم وبقر وخيام ، ولم تحتملهما الأرض أن يسكنا معا ، إذ كانت أملاكهما كثيرة ... فخدثت مخاصمة بين رعاة مواشى أبرام ورعاة مواشى لوط .. فقال أبرام للوط : لا تكن مخاصمة بينى وبينك ، وبين رعاتى ورعاتك ، لأننا نحن أخوان . أليست كل الأرض أمامك ؟! اعتزل عنى ، إن ذهبت شمالا فأنا يمينا ، وإن يمينا فأنا شمالا " ( ع 5 – 9 ) .

    كان أبرام يحمل قلبا بسيطا مكشوفا ، أما لوط فكان يسير مع الموكب الأيمانى بقلب مغلق ، يحمل فى أعماقه شيئا من حبه للذات وارتباط بالعالم أما فى الخارج فيبدو كرجل إيمان ورفيق لأعظم أب ، لهذا كان الزمن يفضح ضعفاته والتجارب تكشفه . وكان ينهار من يوم إلى يوم حتى فقد زوجته وممتلكاته وتدنس مع أبنتيه ، وإن كنا لا ننكر بعض الجوانب الطيبة فيه .

    كان لوط له " غنم وبقر وخيام " ( ع 5 ) ولم يكن له " فضة وذهب " كأبرام ( ع 2 ) ، فإن كانت الفضة تشير إلى كلمة الله والذهب يشير إلى الروح أو الحياة السماوية ، فإننا من هذا نفهم الفرق بين الشخصين !!

    أبرام وهو الأكبر ترك للأصغر حق الأختيار بفرح ورضى ، الأمر الذىكشف قلبه المؤمن وفضح قلب لوط المادى .



    ( 3 ) إختيار لوط سدوم
    " فرفع لوط عينيه ورأى كل دائرة الأردن أن جميعها سقى قبلما أخرب الرب سدوم وعمورة ، كجنة الرب كأرض مصر ، حينما تجىء إلى صوغر ، فاختار لوط لنفسه كل دائرة الأردن .. ونقل خيامه إلى سدوم ، وكان أهل سدوم أشرارا وخطاة لدى الرب جدا "

    ( ع 10 – 13 ) .

    منظر واحد يسحب قلب أبرام إلى الحب الأخوى ، وقلب لوط إلى الأنانية ، الأول إشتهى الفردوس والآخر طلب الأرض السقى ...

    لوط يمثل الأنسان المتدين ، صاحب المعرفة النظرية والممارسات الشكلية ، أما قلبه ففى محبة العالم غارقا ، وفى الأرض زاحفا .

    أما الخطأ الثالث الذى أرتكبه لوط بجانب أنانيته وعدم تمييزه بين ما هو روحى وما هو زمنى فهو عدم مبالاته بسكان المنطقة إذ كانوا " أشرارا وخطاة لدى الرب جدا " الأمر الذى أفقده وعائلته الكثير ، روحيا وماديا .



    ( 4 ) الرب يبارك أبرام
    تمتع أبرام بمواعيد الله الفائقة :

    " أرفع عينيك وانظر من الموضع الذى أنت فيه شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ... قم أمش فى الأرض طولها وعرضها ، لأنى لك أعطيها " ( ع 17 ) .

    لم يرد الله أن يحصر أبرام فى اتجاه واحد إنما طالبه بالتطلع نحو الأتجاهات الأربع ، لكى يرى محبة المسيح الفائقة فى طولها وعرضها وعمقها وارتفاها ، ولعله بالنظر إلى الأتجهات الأربع يكون قد رأى الصليب بالأيمان الذى يملك السيد المسيح الخارج من نسل أبرام على الشعوب والأمم التى صارت خلال العبادة الوثنية أرضا .

    إذ نال أبرام وعدا بميراث الأرض لنسله الذى لا يعد .. مع أنه لم يكن بعد قد أنجب إبنا ، بإيمان قبل المواعيد دون نقاش بل نقل خيامه " وأتى وأقام عند بلوطات ممرا التى فى حبرون ، وبنى هناك مذبحا للرب " ( ع 18 ) .. هناك عند بلوطات ممرا يستضيف الله ، وملاكين ، وينال وعدا بميلاد إسحق ( تك 18 ) .

    رحل لوط إلى سدوم وعمورة ليعيش فى الأرض الخصبة بين الأشرار ، فيفقد كل شىء ، ورحل أبرام إلى بلوطات ممرا التى فى حبرون ليستضيف الله وملاكيه وينعم بحياة شركة مع الله على مستوى أعمق ، حياتنا رحيل مستمر بلا توقف ، إما نحو سدوم حيث الهلاك أو نحو بلوطات ممرا حيث اللقاء مع واهب الحياة !



    + + +

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 12:34 am