هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    تفسير الاصحاح الرابع العاشرمن سفر التكوين

    Anonymous
    زائر
    زائر


    المنتدى العام تفسير الاصحاح الرابع العاشرمن سفر التكوين

    مُساهمة من طرف زائر الأربعاء مايو 14, 2008 6:57 pm

    تكوين –
    الأصحاح الرابع عشر


    موقعة كدر لعومر

    نجح أبرام فى إظهار الطاعة لله بخروجه من أور الكلدانيين ومن حاران متجها نحو كنعان ، وإذ ضاقت الأرض برعاته ورعاة إبن أخيه ترك لإبن أخيه حق الخيار ، والآن إذ سقط إبن أخيه أسيرا انطلق أبرام برجاله يخلصه هو ومن معه من يد كدرلعومر ، رافضا كل مكافأة بشرية ، ليهبه الله ما هو أعظم .

    ( 1 ) سبى لوط وعائلته :

    إختار لوط منطقة سدوم الخاضعة فى ذلك الحين لكدرلعومر ملك عيلام – تدفع له الجزية .

    أما كدر لعومر ملكها فإسمه يعنى ( عبد لعومر ) أى عبد أحد آلهة عيلام ؛ عرف ببطشه وسطوته إذ اكتسح كل ممالك الجنوب ، وأخضع لسلطانه كل بلاد وادى الأردن . وبسط حمايته على الطريق الرئيسى بين دمشق ومصر . خضعت له البلاد وبعد أثنتى عشر سنة ، إذ شعرت بالمذلة قام خمسة ملوك بالثورة ضده حتى لا يدفعوا له جزية ، فاضطر كدرلعومر أن يقوم بحملة ثانية لتأديب هؤلاء الملوك المتمردين ، وقد تحالف معه ثلاثة ملوك آخرين ، وقد اكتسح هؤلاء الملوك الأربعة المنطقة . وإذ تركزت الحرب بجوار سدوم فبالرغم من مناعتها الطبيعية ومرارة نفوس سكانها انهزمت بسبب الفساد الذى حطمها ، وأضطر الملك إلى الهرب بينما سقط لوط وعائلته أسرى وصارت ممتلكاتهم غنيمة .



    ( 2 ) ابرام ينقذ لوطا :

    إذ نجا إنسان أخبر أبرام العبرانى بسبى إبن أخيه ، " فلما سمع أبرام أن أخاه ُسبى جر غلمانه المتمرنين ولدان بيته ثلاثمائة وثمانية عشر وتبعهم إلى دان ، وأنقسم عليهم ليلا هو وعبيده فكسرهم وتبعهم إلى حوبة التى عن شمال دمشق واسترجع كل الأملاك واسترجع لوطا أخاه أيضا وأملاكه والنساء أيضا والشعب " ( ع 14 – 16 ) .

    طلب لوط ما لنفسه فخسر كل شىء ، أما أبرام ذو القلب النارى فى محبته لم يطق أن يستريح بينما الغير متألما ، لذلك قام بسرعة ومعه 318 من غلمانه المتدربين على الحرب ليغلب ذاك الذى غلب خمسة ملوك .

    [ رقم 318 يذكرنا بمجمع نيقية الذى حضره 318 أسقفا لدحض بدعة آريوس ] .



    ( 3 ) لقاء مع ملكى صادق :

    سبق أن تعرفنا على شخصية ملكى صادق ، فى رسالة نشرت فى الجروب من مخطوطة بدير السريان العامر ، [ ولا مانع من إرسالها لمن يرد ] ....

    فى إيجاز نورد مقارنة بين السيد المسيح وملكى صادق :

    أ – من جهة الأسم " ملكى صادق " يعنى ( ملك البر ) ( رو 3 : 24 ) .

    ب – من جهة العمل " ملك ساليم " أى ( ملك السلام ) ( يو 16 : 33 ) .

    جـ - كان ملكا وكاهنا فى نفس الوقت الأمر الذى لا يتحقق عند اليهود ، إذ كان الملوك من سبط يهوذا والكهنوت من سبط لاوى ، أما فى المسيح يسوع فتحقق العملان معا .

    د – تقدمة ملكى صادق فريدة فى نوعها تشير إلى ذبيحة السيد المسيح .

    هـ - لم نعرف شيئا عن أبيه وأمه ولا بداية ملكه أو نهاية ، إشارة إلى السيد المسيح الذى بلا أب جسدى وبلا أم من جهة اللاهوت ، بلا بداية أيام ، أبدى .

    ز – جاء السيد المسيح كاهنا على رتبة ملكى صادق ، وكأن الكهنوت اللاوى قد إنتهى ليقوم كهنوت جديد .

    ط – إبراهيم الذى فى صلبه لاوى الذى يجمع العشور ، يقدم بنفسه العشور لملكى صادق رمز السيد المسيح ، فماذا يكون هذا الرمز ؟ وكم يكون المرموز إليه نفسه ؟! .



    ( 4 ) أبرام يرفض المكافأة البشرية :

    كان من حق أبرام أن ينال المكافأة عن تعبه ، فإنه إذ سمع ملك سدوم أن أبرام أنقذ شعبه من كدرلعومر خرج من مخبئه ليستقبله ( ع 17 ) ، وقال له : " أعطنى النفوس وأما الأملاك فخذها لنفسك ، فقال أبرام لملك سدوم : رفعت يدى إلى الرب الإله العلى مالك السماء والأرض ، لا آخذن لا خيطا ولا شراك نعل ولا من كل ما هو لك ، فلا تقول أنا أغنيت أبرام ، ليس لى غير الذى أكله الغلمان ، وأما نصيب الرجال الذين ذهبوا معى عانر وأشكول وممرا فهم يأخذون نصيبهم " ( ع 21 – 24 ) .

    كان أبرام أمينا فى الحرب ، متضعا فى نصرته ، مفضلا ألا يغتنى بهبات الآخرين بل بهبات الله .

    كان فى شهامته يرفض المكافأة البشرية لنفسه منتظرا المكافأة الإلهية ، لكنه وهو يفعل هذا لا يحرم غلمانه من التمتع بحقهم ( نوال الأكل من ملك سدوم ) ، ولا حرم شركاءه فى العمل من نوال نصيبهم . يرفض أن يأخذ لنفسه لكنه لا يلزم الغير أن يرفضوا المكافأة ... صورة حية للنضوج الروحى والفكرى ! .

    + + +

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 10:42 pm