تكوين –
خلاص نوح بالفلك
إذ غرق العالم القديم بمياة الطوفان قام العالم الجديد ممثلا فى أشخاص نوح وعائلته ، لقد اهتم الله نفسه بخلاصهم وتجديد الأرض وقبل ذبيحة الإنسان رائحة رضا ليدخل معه فى عهد جديد
( 1 ) إجتياز ريح على الأرض
" ثم ذكر الله نوحا وكل الوحوش وكل البهائم التى معه فى الفلك ، وأجاز الله ريحا على الأرض فهدأت المياة .... وفى العاشر فى أول الشهر ظهرت رؤوس الجبال " [ ع 1 ، 5 ] .
إن كان الله قد أغلق على نوح فهو لا ينساه وسط المياة ، إنما كالفخارى الذى يترقب الإناء الطينى داخل الفرن ، يخرجه فى الوقت المناسب إناء للكرامة .
من أجل نوح أرسل الله ريحا على الأرض ... وكأنه وسط مياة المعمودية يهب روحه القدوس لتقديس أرضنا ، فنتهيأ كأعضاء لجسد السيد المسيح ونصير هيكلا لروحه القدوس ..
استقر الفلك فى اليوم السابع عشر من الشهر السابع على جبل أراراط بأرمينيا ، أسمه مشتق من الكلمة الأكادية " أرارطو " وتعنى ( مكان مرتفع ) ، ولعلها القمة التى تدعى حاليا بالتركية " أغرى داع " أى " جبل شاهق " .
فى اليوم الأول من الشهر العاشر بدأت تظهر رؤوس الجبال الأقل ارتفاعا ، إن كان رقم 10 يشير إلى الناموس فإذ يبدأ اإنسان حياته بالوصية [ الناموس الروحى ] تظهر فى داخله رؤوس جبال الفضيلة التى سبقت فتغطت واختفت بسبب خطايانا . إن كان الفلك أى السيد المسيح يستقر فى داخلنا كما على جبل أرارط ، جبله الشاهق الصلد ، فإنه يتجلى فى داخلنا وتترأى الحياة التقوية فى أعماقنا كرؤوس جبال حية حينما نقبل ناموسه الروحى فنكون كمن فى اليوم الأول من الشهر العاشر .
( 2 ) إرسال غراب وحمامة :
إن كان الفلك يشير إلى الكنيسة ، فقد وجد فيه الغراب والحمامة ، وكما يقول القديس أغسطينوس : [ لقد أرسل نوح هذين النوعين من الطيور ، كان لديه الغراب والحمامة أيضا ... إن كان الفلك هو مثال الكنيسة فبالحقيقة ترى خلال طوفان العالم الحاضر وقد ضمت بالضرورة النوعين : الحمامة كما الغراب ، ما هى الغربان ؟ الذين يطلبون ما لذواتهم . ما هو الحمام ؟ الذين يطلبون ما هو للمسيح [ فى 2 : 21 ] .
الغراب يشير إلى الخطية التى يجب أن تطرد ، تنطلق فلا تعود تدخل إلى الفلك ، بل تبقى مترددة بين الجيف الفاسدة والفلك من الخارج ، ولا يمد نوح يده ليدخلها عنده كما فعل مع الحمامة .
( 3 ) كشف الغطاء عن الفلك :
" فكشف نوح الغطاء عن الفلك ونظر وإذا وجه الأرض قد نشف " [ ع 13 ] كان ذلك فى السنة الواحدة والستمائة من عمر نوح ، فى اليوم الأول من الشهر الأول ... وكأن نوحا ينهى الستمائة عاما من عمره ليبدأ القرن السابع من عمره بكشف غطاء الفلك والتطلع إلى الأرض الجديدة من خلال الفلك . بهذا يشير إلى السيد المسيح – نوح الحقيقى – قائد الكنيسة والحال فى وسطها ، يعمل الأيام الستة ( 6 ) من أجل خلاص قطيعه المئة ( لو 15 : 4 ) كل أيام تغرب الكنيسة ( 6 × 100 = 600 ) ، حتى متى انقضى الزمن وجاء اليوم السابع الذى هو يوم الراحة ينزع الرب كل غطاء لنلتقى معه وجها لوجه .
( 4 ) خروج نوح إلى الأرض الجديدة :
فى اليوم السابع والعشرين من الشهر الثانى جفت الأرض تماما وصدر الأمر لنوح أن يخرج ، وكان ذلك بعد ثمانية أسابيع من رفع الغطاء عن الفلك ، وفى ختام الأسبوع الثالث والخمسين من بدء الطوفان .
( 5 ) إقامة مذبح للرب :
أول ما صنعه نوح بعد خروجه من الفلك هو إقامة مذبح للرب على الأرض الجديدة التى غسلتها مياة الطوفان ، وكأن الكنيسة لا تقدر أن تقدم ذبيحة السيد المسيح ( الأفخارستيا ) إلا بعد التمتع بالمعمودية . لهذا السبب أيضا نجد الكتاب المقدس للمرة الأولى يعلن إقامة مذبح للرب ، وإن كان بلا شك قد قدمت ذبائح للرب منذ الخروج من الفردوس ..
أعلن الله رضاه على الإنسان بعد أن تنسم رائحة سرور خلال ذبيحة المصالحة ، مؤكدا أنه لا يعود يهلك البشرية معا بسبب ضعفها ، عجيب هو الله فى صفحه وعفوه !
بدأت الحياة الجديدة بالعبادة خلال الذبيحة كما خلال الصليب ، فانتزعت اللعنة عن الأرض ( ع 21 ) ...
أخيرا ما قدمه نوح كان رمزا لعمل السيد المسيح الذبيحى فى كنيسته ، وكما يقول الكاهن :
[ الذى أصعد ذاته ذبيحة مقبولة على الصليب عن خلاص جنسنا ، فاشتمه أبوه الصالح وقت المساء على الجلجثة ] .
الأصحاح الثامن
خلاص نوح بالفلك
إذ غرق العالم القديم بمياة الطوفان قام العالم الجديد ممثلا فى أشخاص نوح وعائلته ، لقد اهتم الله نفسه بخلاصهم وتجديد الأرض وقبل ذبيحة الإنسان رائحة رضا ليدخل معه فى عهد جديد
( 1 ) إجتياز ريح على الأرض
" ثم ذكر الله نوحا وكل الوحوش وكل البهائم التى معه فى الفلك ، وأجاز الله ريحا على الأرض فهدأت المياة .... وفى العاشر فى أول الشهر ظهرت رؤوس الجبال " [ ع 1 ، 5 ] .
إن كان الله قد أغلق على نوح فهو لا ينساه وسط المياة ، إنما كالفخارى الذى يترقب الإناء الطينى داخل الفرن ، يخرجه فى الوقت المناسب إناء للكرامة .
من أجل نوح أرسل الله ريحا على الأرض ... وكأنه وسط مياة المعمودية يهب روحه القدوس لتقديس أرضنا ، فنتهيأ كأعضاء لجسد السيد المسيح ونصير هيكلا لروحه القدوس ..
استقر الفلك فى اليوم السابع عشر من الشهر السابع على جبل أراراط بأرمينيا ، أسمه مشتق من الكلمة الأكادية " أرارطو " وتعنى ( مكان مرتفع ) ، ولعلها القمة التى تدعى حاليا بالتركية " أغرى داع " أى " جبل شاهق " .
فى اليوم الأول من الشهر العاشر بدأت تظهر رؤوس الجبال الأقل ارتفاعا ، إن كان رقم 10 يشير إلى الناموس فإذ يبدأ اإنسان حياته بالوصية [ الناموس الروحى ] تظهر فى داخله رؤوس جبال الفضيلة التى سبقت فتغطت واختفت بسبب خطايانا . إن كان الفلك أى السيد المسيح يستقر فى داخلنا كما على جبل أرارط ، جبله الشاهق الصلد ، فإنه يتجلى فى داخلنا وتترأى الحياة التقوية فى أعماقنا كرؤوس جبال حية حينما نقبل ناموسه الروحى فنكون كمن فى اليوم الأول من الشهر العاشر .
( 2 ) إرسال غراب وحمامة :
إن كان الفلك يشير إلى الكنيسة ، فقد وجد فيه الغراب والحمامة ، وكما يقول القديس أغسطينوس : [ لقد أرسل نوح هذين النوعين من الطيور ، كان لديه الغراب والحمامة أيضا ... إن كان الفلك هو مثال الكنيسة فبالحقيقة ترى خلال طوفان العالم الحاضر وقد ضمت بالضرورة النوعين : الحمامة كما الغراب ، ما هى الغربان ؟ الذين يطلبون ما لذواتهم . ما هو الحمام ؟ الذين يطلبون ما هو للمسيح [ فى 2 : 21 ] .
الغراب يشير إلى الخطية التى يجب أن تطرد ، تنطلق فلا تعود تدخل إلى الفلك ، بل تبقى مترددة بين الجيف الفاسدة والفلك من الخارج ، ولا يمد نوح يده ليدخلها عنده كما فعل مع الحمامة .
( 3 ) كشف الغطاء عن الفلك :
" فكشف نوح الغطاء عن الفلك ونظر وإذا وجه الأرض قد نشف " [ ع 13 ] كان ذلك فى السنة الواحدة والستمائة من عمر نوح ، فى اليوم الأول من الشهر الأول ... وكأن نوحا ينهى الستمائة عاما من عمره ليبدأ القرن السابع من عمره بكشف غطاء الفلك والتطلع إلى الأرض الجديدة من خلال الفلك . بهذا يشير إلى السيد المسيح – نوح الحقيقى – قائد الكنيسة والحال فى وسطها ، يعمل الأيام الستة ( 6 ) من أجل خلاص قطيعه المئة ( لو 15 : 4 ) كل أيام تغرب الكنيسة ( 6 × 100 = 600 ) ، حتى متى انقضى الزمن وجاء اليوم السابع الذى هو يوم الراحة ينزع الرب كل غطاء لنلتقى معه وجها لوجه .
( 4 ) خروج نوح إلى الأرض الجديدة :
فى اليوم السابع والعشرين من الشهر الثانى جفت الأرض تماما وصدر الأمر لنوح أن يخرج ، وكان ذلك بعد ثمانية أسابيع من رفع الغطاء عن الفلك ، وفى ختام الأسبوع الثالث والخمسين من بدء الطوفان .
( 5 ) إقامة مذبح للرب :
أول ما صنعه نوح بعد خروجه من الفلك هو إقامة مذبح للرب على الأرض الجديدة التى غسلتها مياة الطوفان ، وكأن الكنيسة لا تقدر أن تقدم ذبيحة السيد المسيح ( الأفخارستيا ) إلا بعد التمتع بالمعمودية . لهذا السبب أيضا نجد الكتاب المقدس للمرة الأولى يعلن إقامة مذبح للرب ، وإن كان بلا شك قد قدمت ذبائح للرب منذ الخروج من الفردوس ..
أعلن الله رضاه على الإنسان بعد أن تنسم رائحة سرور خلال ذبيحة المصالحة ، مؤكدا أنه لا يعود يهلك البشرية معا بسبب ضعفها ، عجيب هو الله فى صفحه وعفوه !
بدأت الحياة الجديدة بالعبادة خلال الذبيحة كما خلال الصليب ، فانتزعت اللعنة عن الأرض ( ع 21 ) ...
أخيرا ما قدمه نوح كان رمزا لعمل السيد المسيح الذبيحى فى كنيسته ، وكما يقول الكاهن :
[ الذى أصعد ذاته ذبيحة مقبولة على الصليب عن خلاص جنسنا ، فاشتمه أبوه الصالح وقت المساء على الجلجثة ] .
+ + +