تكوين –
موقعة كدر لعومر
نجح أبرام فى إظهار الطاعة لله بخروجه من أور الكلدانيين ومن حاران متجها نحو كنعان ، وإذ ضاقت الأرض برعاته ورعاة إبن أخيه ترك لإبن أخيه حق الخيار ، والآن إذ سقط إبن أخيه أسيرا انطلق أبرام برجاله يخلصه هو ومن معه من يد كدرلعومر ، رافضا كل مكافأة بشرية ، ليهبه الله ما هو أعظم .
( 1 ) سبى لوط وعائلته :
إختار لوط منطقة سدوم الخاضعة فى ذلك الحين لكدرلعومر ملك عيلام – تدفع له الجزية .
أما كدر لعومر ملكها فإسمه يعنى ( عبد لعومر ) أى عبد أحد آلهة عيلام ؛ عرف ببطشه وسطوته إذ اكتسح كل ممالك الجنوب ، وأخضع لسلطانه كل بلاد وادى الأردن . وبسط حمايته على الطريق الرئيسى بين دمشق ومصر . خضعت له البلاد وبعد أثنتى عشر سنة ، إذ شعرت بالمذلة قام خمسة ملوك بالثورة ضده حتى لا يدفعوا له جزية ، فاضطر كدرلعومر أن يقوم بحملة ثانية لتأديب هؤلاء الملوك المتمردين ، وقد تحالف معه ثلاثة ملوك آخرين ، وقد اكتسح هؤلاء الملوك الأربعة المنطقة . وإذ تركزت الحرب بجوار سدوم فبالرغم من مناعتها الطبيعية ومرارة نفوس سكانها انهزمت بسبب الفساد الذى حطمها ، وأضطر الملك إلى الهرب بينما سقط لوط وعائلته أسرى وصارت ممتلكاتهم غنيمة .
( 2 ) ابرام ينقذ لوطا :
إذ نجا إنسان أخبر أبرام العبرانى بسبى إبن أخيه ، " فلما سمع أبرام أن أخاه ُسبى جر غلمانه المتمرنين ولدان بيته ثلاثمائة وثمانية عشر وتبعهم إلى دان ، وأنقسم عليهم ليلا هو وعبيده فكسرهم وتبعهم إلى حوبة التى عن شمال دمشق واسترجع كل الأملاك واسترجع لوطا أخاه أيضا وأملاكه والنساء أيضا والشعب " ( ع 14 – 16 ) .
طلب لوط ما لنفسه فخسر كل شىء ، أما أبرام ذو القلب النارى فى محبته لم يطق أن يستريح بينما الغير متألما ، لذلك قام بسرعة ومعه 318 من غلمانه المتدربين على الحرب ليغلب ذاك الذى غلب خمسة ملوك .
[ رقم 318 يذكرنا بمجمع نيقية الذى حضره 318 أسقفا لدحض بدعة آريوس ] .
( 3 ) لقاء مع ملكى صادق :
سبق أن تعرفنا على شخصية ملكى صادق ، فى رسالة نشرت فى الجروب من مخطوطة بدير السريان العامر ، [ ولا مانع من إرسالها لمن يرد ] ....
فى إيجاز نورد مقارنة بين السيد المسيح وملكى صادق :
أ – من جهة الأسم " ملكى صادق " يعنى ( ملك البر ) ( رو 3 : 24 ) .
ب – من جهة العمل " ملك ساليم " أى ( ملك السلام ) ( يو 16 : 33 ) .
جـ - كان ملكا وكاهنا فى نفس الوقت الأمر الذى لا يتحقق عند اليهود ، إذ كان الملوك من سبط يهوذا والكهنوت من سبط لاوى ، أما فى المسيح يسوع فتحقق العملان معا .
د – تقدمة ملكى صادق فريدة فى نوعها تشير إلى ذبيحة السيد المسيح .
هـ - لم نعرف شيئا عن أبيه وأمه ولا بداية ملكه أو نهاية ، إشارة إلى السيد المسيح الذى بلا أب جسدى وبلا أم من جهة اللاهوت ، بلا بداية أيام ، أبدى .
ز – جاء السيد المسيح كاهنا على رتبة ملكى صادق ، وكأن الكهنوت اللاوى قد إنتهى ليقوم كهنوت جديد .
ط – إبراهيم الذى فى صلبه لاوى الذى يجمع العشور ، يقدم بنفسه العشور لملكى صادق رمز السيد المسيح ، فماذا يكون هذا الرمز ؟ وكم يكون المرموز إليه نفسه ؟! .
( 4 ) أبرام يرفض المكافأة البشرية :
كان من حق أبرام أن ينال المكافأة عن تعبه ، فإنه إذ سمع ملك سدوم أن أبرام أنقذ شعبه من كدرلعومر خرج من مخبئه ليستقبله ( ع 17 ) ، وقال له : " أعطنى النفوس وأما الأملاك فخذها لنفسك ، فقال أبرام لملك سدوم : رفعت يدى إلى الرب الإله العلى مالك السماء والأرض ، لا آخذن لا خيطا ولا شراك نعل ولا من كل ما هو لك ، فلا تقول أنا أغنيت أبرام ، ليس لى غير الذى أكله الغلمان ، وأما نصيب الرجال الذين ذهبوا معى عانر وأشكول وممرا فهم يأخذون نصيبهم " ( ع 21 – 24 ) .
كان أبرام أمينا فى الحرب ، متضعا فى نصرته ، مفضلا ألا يغتنى بهبات الآخرين بل بهبات الله .
كان فى شهامته يرفض المكافأة البشرية لنفسه منتظرا المكافأة الإلهية ، لكنه وهو يفعل هذا لا يحرم غلمانه من التمتع بحقهم ( نوال الأكل من ملك سدوم ) ، ولا حرم شركاءه فى العمل من نوال نصيبهم . يرفض أن يأخذ لنفسه لكنه لا يلزم الغير أن يرفضوا المكافأة ... صورة حية للنضوج الروحى والفكرى ! .
الأصحاح الرابع عشر
موقعة كدر لعومر
نجح أبرام فى إظهار الطاعة لله بخروجه من أور الكلدانيين ومن حاران متجها نحو كنعان ، وإذ ضاقت الأرض برعاته ورعاة إبن أخيه ترك لإبن أخيه حق الخيار ، والآن إذ سقط إبن أخيه أسيرا انطلق أبرام برجاله يخلصه هو ومن معه من يد كدرلعومر ، رافضا كل مكافأة بشرية ، ليهبه الله ما هو أعظم .
( 1 ) سبى لوط وعائلته :
إختار لوط منطقة سدوم الخاضعة فى ذلك الحين لكدرلعومر ملك عيلام – تدفع له الجزية .
أما كدر لعومر ملكها فإسمه يعنى ( عبد لعومر ) أى عبد أحد آلهة عيلام ؛ عرف ببطشه وسطوته إذ اكتسح كل ممالك الجنوب ، وأخضع لسلطانه كل بلاد وادى الأردن . وبسط حمايته على الطريق الرئيسى بين دمشق ومصر . خضعت له البلاد وبعد أثنتى عشر سنة ، إذ شعرت بالمذلة قام خمسة ملوك بالثورة ضده حتى لا يدفعوا له جزية ، فاضطر كدرلعومر أن يقوم بحملة ثانية لتأديب هؤلاء الملوك المتمردين ، وقد تحالف معه ثلاثة ملوك آخرين ، وقد اكتسح هؤلاء الملوك الأربعة المنطقة . وإذ تركزت الحرب بجوار سدوم فبالرغم من مناعتها الطبيعية ومرارة نفوس سكانها انهزمت بسبب الفساد الذى حطمها ، وأضطر الملك إلى الهرب بينما سقط لوط وعائلته أسرى وصارت ممتلكاتهم غنيمة .
( 2 ) ابرام ينقذ لوطا :
إذ نجا إنسان أخبر أبرام العبرانى بسبى إبن أخيه ، " فلما سمع أبرام أن أخاه ُسبى جر غلمانه المتمرنين ولدان بيته ثلاثمائة وثمانية عشر وتبعهم إلى دان ، وأنقسم عليهم ليلا هو وعبيده فكسرهم وتبعهم إلى حوبة التى عن شمال دمشق واسترجع كل الأملاك واسترجع لوطا أخاه أيضا وأملاكه والنساء أيضا والشعب " ( ع 14 – 16 ) .
طلب لوط ما لنفسه فخسر كل شىء ، أما أبرام ذو القلب النارى فى محبته لم يطق أن يستريح بينما الغير متألما ، لذلك قام بسرعة ومعه 318 من غلمانه المتدربين على الحرب ليغلب ذاك الذى غلب خمسة ملوك .
[ رقم 318 يذكرنا بمجمع نيقية الذى حضره 318 أسقفا لدحض بدعة آريوس ] .
( 3 ) لقاء مع ملكى صادق :
سبق أن تعرفنا على شخصية ملكى صادق ، فى رسالة نشرت فى الجروب من مخطوطة بدير السريان العامر ، [ ولا مانع من إرسالها لمن يرد ] ....
فى إيجاز نورد مقارنة بين السيد المسيح وملكى صادق :
أ – من جهة الأسم " ملكى صادق " يعنى ( ملك البر ) ( رو 3 : 24 ) .
ب – من جهة العمل " ملك ساليم " أى ( ملك السلام ) ( يو 16 : 33 ) .
جـ - كان ملكا وكاهنا فى نفس الوقت الأمر الذى لا يتحقق عند اليهود ، إذ كان الملوك من سبط يهوذا والكهنوت من سبط لاوى ، أما فى المسيح يسوع فتحقق العملان معا .
د – تقدمة ملكى صادق فريدة فى نوعها تشير إلى ذبيحة السيد المسيح .
هـ - لم نعرف شيئا عن أبيه وأمه ولا بداية ملكه أو نهاية ، إشارة إلى السيد المسيح الذى بلا أب جسدى وبلا أم من جهة اللاهوت ، بلا بداية أيام ، أبدى .
ز – جاء السيد المسيح كاهنا على رتبة ملكى صادق ، وكأن الكهنوت اللاوى قد إنتهى ليقوم كهنوت جديد .
ط – إبراهيم الذى فى صلبه لاوى الذى يجمع العشور ، يقدم بنفسه العشور لملكى صادق رمز السيد المسيح ، فماذا يكون هذا الرمز ؟ وكم يكون المرموز إليه نفسه ؟! .
( 4 ) أبرام يرفض المكافأة البشرية :
كان من حق أبرام أن ينال المكافأة عن تعبه ، فإنه إذ سمع ملك سدوم أن أبرام أنقذ شعبه من كدرلعومر خرج من مخبئه ليستقبله ( ع 17 ) ، وقال له : " أعطنى النفوس وأما الأملاك فخذها لنفسك ، فقال أبرام لملك سدوم : رفعت يدى إلى الرب الإله العلى مالك السماء والأرض ، لا آخذن لا خيطا ولا شراك نعل ولا من كل ما هو لك ، فلا تقول أنا أغنيت أبرام ، ليس لى غير الذى أكله الغلمان ، وأما نصيب الرجال الذين ذهبوا معى عانر وأشكول وممرا فهم يأخذون نصيبهم " ( ع 21 – 24 ) .
كان أبرام أمينا فى الحرب ، متضعا فى نصرته ، مفضلا ألا يغتنى بهبات الآخرين بل بهبات الله .
كان فى شهامته يرفض المكافأة البشرية لنفسه منتظرا المكافأة الإلهية ، لكنه وهو يفعل هذا لا يحرم غلمانه من التمتع بحقهم ( نوال الأكل من ملك سدوم ) ، ولا حرم شركاءه فى العمل من نوال نصيبهم . يرفض أن يأخذ لنفسه لكنه لا يلزم الغير أن يرفضوا المكافأة ... صورة حية للنضوج الروحى والفكرى ! .
+ + +